الإسراء والمعراج
***
شعر
صبري الصبري
***
بروض الحسن عاينت الجمالا
متاحـا لـلـذي يـرجـو الـجـلالا
بـديـعـا شـيـقـا عـذبــا بـهـيَّـا
شـذيَّـا باعـثـا فـيـنـا ابـتـهـالا
وشاهدت السنـا الصافـي نقيـا
ينـادي قلبـيَ الوافـي : تعالـى
دلفـت بلهفتـي فَـرِحَـاً غـريـدا
وأعين مهجتي ترجـو اكتحـالا
وكالبـرق الـذي بالجـو يزهـو
بودق صاحب السحـب الثقـالا
قطعـت بحـوره بحـرا وبـحـرا
لأسأل شعـري الراقـي سـؤالا
أهـذي محـض عيشتنـا بدنـيـا
أم الفردوس يمتثـل امتثـالا ؟!
بـه الأنهـار بالخيـرات تجـري
لأصحاب قد اشتغلـوا اشتغـالا
أجاب (الوافـر) المسعـود هيـا
هلـمَّ لنستـقـي منـهـا الــزلالا
ونشدو الشعر للمحمود مدحـا
يوافـي فــي حدائـقـه المـئـالا
هـو الفخـر العظيـم لكـل قلـب
يـؤم بروضـة الهـادي الظـلالا
هـو الإسـراء أهـدانـا ضـيـاءً
مع المعراج فـي العليـا تلالـى
بـه المختـار هاديـنـا تسـامـى
لـرب العـرش باريـنـا تعـالـى
ونــال الفـضـل قدسـيـا نـديَّــا
مـن الرحـمـن أهــداه الـنـوالا
وأســداه السجـايـا والـمـزايـا
وكـرَّمـه وأعـطــاه الـوصــالا
بعام الحزن كم عانـى شجونـا
تــدك بمـكـة الخـيـر الـجـبـالا
فزوجـتـه الحبيـبـة أم زهـــرا
بمـوت فيـه ترتـحـل ارتـحـالا
وكـانـت دائـمـا ردءا حـنـونـا
تقـدِّم بالـهـدى دعـمـا ومــالا
وَعَــمُّ كــان ينـصـره بنـصـر
توسَّد في ثرى الموت الرمـالا
فلاقـى البغـي مـن قــوم لـئـامٍ
توخوا في دجى الكفر الضَّـلالا
ومالـوا بالهـوى ميـلا شنيـعـا
سقاهـم مـن جهالتـهـم وبــالا
ويدعو الصادق المصدوق رَبَّا
بصبـر فيـه يحتـمـل احتـمـالا
فجـاء اللطـف مـن رَبٍّ عظيـمٍ
رحـيـمٍ مَــدَّه بالنـصـر حـــالا
أميـن الوحـي فـي ليـل ببـيـت
ببـكـة فضـلـه فـيـهـا تـوالــى
بـراق الخيـر للمخـتـار يـأتـي
لينقلـه إلـى الأقـصـى انتـقـالا
يـؤم المرسليـن بـه استقامـوا
وقد ضـاءوا المرابـع والتـلالا
بنـور نـارَ فـي قـدس سهـولا
كما قد ضـاء بالحسـن التـلالا
وفــي آفــاق مـعـراجٍ عظـيـمٍ
إلـى العليـاء لا يبـقـي مـجـالا
إلـى الرحمـن باريـنـا تنـاهـى
يطالـع فـي ضيافـتـه الكـمـالا
ويرنو النور في أسمى سمـاء
بسدرتهـا إلـى المولـى تعالـى
فسبحـان الـذي أهـداه بسـطـا
وأسـداه الشمـائـل والخـصـالا
وأعطـاه العطايـا فـي سـخـاء
بـه الأكـوان تحتـفـل احتـفـالا
ولـمـا عـــاد هـاديـنـا لـبـيـت
يقص على المـلا صدقـا مقـالا
تمارى النـاس فـي قيـل وقـال
بمكـة واجــه الـنـور الـجـدالا
مـع التكـذيـب للكـفـار عـانـى
مكائدهـم بهـا نـالـوا اخـتـلالا
وصديـق المآثـر قــال صــدقٌ
حديث المصطفى إن كـان قـالا
أبو بكـر الصديـق الحـق حقـا
يوافي في حمى المجد اكتمـالا
ويأبى الظلـم منهاجـا وقصـدا
ويرضى العدل قسطاسا حـلالا
وجـاء الفـذُّ جبـريـلٌ بأقـصـى
لمكة كي يرى الهادي الخـلالا
يقص على الورى تفصيل بيت
بقدس يصطلـي اليـوم احتـلالا
فهل قومي الكـرام لهـم حنيـنٌ
له شدوا مع البأس الرحالا ؟!
وهـل يلقـون للأقصـى بـأسـرٍ
مع الأصفاد والأغـلال بـالا ؟!
هــو الإســراء وافـانـا بـذِكْـرٍ
يذكـرنـا : ألا تـركــوا اتِّـكــالا
وقامـوا لـلـذي نــادى عليـنـا
بـه العـدوان يشتعـل اشتـعـالا
ويحيا في لظى النيـران قسـرا
يعاني في دجى القهـر اعتـلالا
وهـذي سـورة الإسـراء فيـنـا
ببشرى النصر بالإسـرا تلالـى
فما أبهاك يا إسـراء !! يرقـى
بنـا المعـراجُ يهدينـا الجـمـالا
وأبلـغ سـيـدي طــه صـلاتـي
وتسليـمـي وأصحـابـا وآلا !!