خربشات على الماء

لأنكِ نرجسة
دلفت من فيء أغنية
قالها الزمان
تغريدة
قبل ولادة الأحلام
بعصفور وبلبل
قافية
قبل نظم الشعر
بشوق و أمنية
نسيم
قبل البحر واليابسة
بفراشات شغوفة وهفهفات ورد
لأنكِ
بِعتُ الخيال
و اشتريت قضمة من احتمال و انتظار

الوقت مخمور
و الطريق ملطخ بأسباب المشاوير
عدة النهب انتهت
ووجب على خيولي الرحيل
في جيبي بحري
و على كتفي أبجدية لا تجهلني
تقول ضاربة الودع
مغموس بعشق المحال يا أنت
مقتول بنصل عيون غجرية
خلف منحوت الغيم لكَ لغز
كلما فككته تهت
ونادتكَ المشاوير البرية
يقول الأنا
دون إذني
وبعلمي
لي حزن فاخر أنيق
أحاوره فلا يهزمني
و لا أنا أهزمه
ولي فرح يسامرني
كلما هبت الريح
يحمل من البعيد
رسائلا غير معنونة
يتيح لصغار فضولي أن ترتوي
ولقصائدي أن تقول
حكمة العاشقين
أن تنام على شوقٍ
في غاب الظنون
وأن ترسم خصرا
ممشوقا ينهب اللقاء
أن تغري المارة
بنضوج الشفاه على شبق التوت
و تطلق صهيل المرمر على صدر المجاز
ولي صمت يقولني في الفنجان
لا تناله عرافة
و لا يطاله رشف

الحمائم على كتف الماء
النسيم وديع
ضفائر الشمس الحرونة مجتهدة
ووجهكِ طالعٌ أزلي
يهذب المكوث على صمت الدهشة
و يفرز رفوف الموت و القصائد
يقرأني
ويلملم
كل حضارات النساء
و فلسفات الأنوثة
إغماضه على فنن الكرز الطاغي
شروق على مسام القطن
ولعثمات نون شاهقة
الملح برهان البحر
و انتفاضات أريجكِ
براهين الغواية
فرس
فرسان
و المضمار فصل خارج الفصول
لقاء خارج علم
الحلم والزمان
عيناكِ كوكبان
و النبض سجود
غرقى تلو غرقى
ولا شهود
يقول الناجون من النجاة
نحن ابتدأنا
هنا برزخ
وهناك
عِلاك الزمان و المكان
الدولي البرية مكشوفة الساق
تقايض خمرها
بلمس زلال
تمسح الشاحب من خمرها
بقطف دلال
و تفشي للعشب
سر الأقدام الحافية
مسّ يطال الندى
تضحك عروقه الصافية
توقظ الزهر على غفلة
و تشي بعذوبة التلال
المتعالية المتوارية
على الرحب و الشغاف
تقول المدينة الحبلى
شمسان و كتف ماء
و أنا المسجى
على سجاجيد النرد و القافية

يقول المطر لغصن القلب
تعال أعلمك جغرافيا الهوى
و كيف تصير طريًّ
تلاعب و تلاعبك
تلال الهوس
و وديان الشغف
و كيف تولد الخرائط
على بعد توه
تعال اعلمك كيف تلملم زرازير النشوة
في فكرة و خيال
و كيف تذوب في الهناك
مثل غيمة و جناح
تحوز تضاريس العشق
وتدخن القصيدة على شرفة المشتهى

عيناكِ مشارب الحب
وعصافير قلبي عطشى
الجو عاشق
و الريح أريجكِ الرّطِب
لا غصن مُطِلُ على ولهي
كل الأغصان على الشرفات تلاحق خمرة نونك
و ما بين سماءين تلهج ساقيات الشوق
يسيل اسمك قنديلا و حريرا
و تلتف جذوري حول طين الحكايا
أنحت صوتي
لا صدى
وحدها خاصرة التمنى
تراقص نبض العبق
الرجع قصيدة مجنونة المجاز
و الطريق سجائر تدخنني
و تًلهبُ البال بالوهم

كالغريب أمرُّ في حواري الذاكرة
لا شيئا يُشبه شيئا
لا الليل ذات الليل
و لا ذاتها بحّة النايات
لا المرايا تراني و لا أرى صدى الخطوات
كأني غيري
أو كأني نسيتُني في زحام الذكريات

لا رائحة تحكم الليل
كل عندليب يتوضأ بنجم
و كل حدس يغازل نورسا على ضفة القصيدة
و أنا امرُّ بفكرتكِ
كتجوال السحاب في السماء
وأقف على أول الريح
لاشتي
لاحكي
لاروي
لاهذي
لأدس الحياة في جسد السهر