حتى حين
شعر : د. جمال مرسي
هَجَرْتُكِ ،
مَا عُدتِ لِي مُلهِمَهْ
و إِن مَرَّ طَيفُكِ لَن أُكرِمَهْ
سَأُعرِضُ عَنهُ
إَذَا زَارَ لَيْلِي
و أَزجُرُ عَقلِيَ إِن كَلَّمَهْ
فَإِنْ جَاءَ مُستَبْشِراً
فِي الصَّبَاحِ
سَأُرخِي سَتَائِرَيَ المُعتِمَهْ
و أَنقُضُ كُلَّ عُهُودٍ قَطَعتُ
وَثِيقَتُنَا
لَم تَعُد مُلزِمَهْ
هُوَ الصَّدُّ ،
أَنتِ أَرَقتِ لَظَاهُ
كُؤُوساً بِنِيرَانِهِ مُفعَمَهْ
خُذِي مَا تَبَقَّى
مِنَ الذِّكرَيَاتِ
فَقَد طُوِيَتْ صَفحَةٌ مُؤلِمَهْ
و أَصبَحتِ لِي مَاضِياً ،
حُزتِ فِيهِ
بِحُبِّيَ مِن أَرفَعِ الأَوسِمَهْ
وَهَبتُكِ عَرشَ فُؤَادٍ عَصِيٍّ
لِغَيرِ عُيُونِكِ
لَن أُسلِمَهْ
فَحَطَّمْتِهِ بِيَمِينِ الظُّنُونِ
و قَالَتْ شِمَالُكِ :
مَنْ حطَّمَهْ ؟!
كَأَنَّ خُيُولَكِ
لَم تَكُ تَرعَى
و تُطلِقُ فِي رَوضِهِ الهَمهَمَهْ
أَو اْنِّيَ لَم أكُ يَوماً أَمِيراً
أَرَقتِ بِكُلِّ جُحُودٍ
دَمَهْ
فَيَا كَم سَهِرتُ عَلَيكِ ،
و نِمتِ
قَرِيرَةَ عَينِكِ مُستَسلِمَهْ
و لَمَّا أَتَى الصُّبحُ أَشرَقْتِ فِيهِمْ
و خَلَّيْتِنِي
فِي أُوَارِ العَمَهْ*
أُفَتِّشُ فِي رَحِمِ الأُمَّهَاتِ
عَنِ الدُّرِّ يَا أَنتِ
كَي أَنظُمَهْ
و أَجعَلَهُ فَوقَ صَدرِكِ مَعنىً
فَرِيداً ،
وَعَدْتُكِ أَنْ أَرسُمَهْ
فَلَمَّا تَبَدَّى جَمَالُكِ
أَغرَى
مَعَاجِمَ مَن شَاءَ أَن يَفهَمَهْ
و جُرتِ عَلَى مَن حَبَاكِ الضِّيَاءَ
و أَرسَلَ كَي تُشرِقِي
أَنجُمَهْ
أَنَا يَا قَصِيدَةُ ..
أَهرَقْتُ حِبرِي
و مَزَّقتُ أَورَاقَكِ المُلهِمَهْ
تَحَرَّرتُ مِن قَيدِكِ الأَبَدِيِّ
و كَانَ قَرارِي ،
فَمَا أَعظَمَهْ
هَجَرتُكِ
رَغمَ هَوايَ القَدِيمِ
لِسِحرِ تَرَاتِيلِكِ المُبهَمَهْ
و لَستُ أَعُودُ
و لَو رَقَّ قلبي
أَخَافُ إذا عُدتُ أَن أَظلِمَهْ