اقتباس :
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عايده بدر
[ مشاهدة المشاركة ]
|
انقلاب
وعاش الملك مات الملك
سيكون ظله المنعكس على الصخرة مفتاحاً هنا للولوج للومضة
"في ليلة مقمرة،ذات جوع وأرق"
تبدأ الومضة مصورة الزمكانية التي أخضعتها لتروي من خلالها الحدث
هذه الليلة القمرية شديدة الوضوح لن يخفى فيها خافٍ
والذئاب والقمر المستدير حكاية أخرى البعض يراها أسطورية
وذات جوع وأرق يعني أن بإمكان الذئب أن يرى كل شيء ويتتبع أي شيء يحدث
وهي ليلة ذات جوع ويبدو أنه انتشر فضرب رقاب الجميع
وغلبهم الأرق فخرجوا يبحثون عما يسكن صوت الجوع المنتشر
"اندهش الذئب وهو يطالع ظله المنعكس على الصخرة الكبيرة"
لماذا اندهش الذئب وهو عادة ما يرى ظله وقت يستدير القمر!
لعل اندهاش الذئب هنا أنه رأى الجميع وقد يكون الذئاب جميعهم
وقد يكون سكان الغابة بأكملها تقف خلف ظله
لم يكن ظله فقط ما رأه وطالعه لكنها العديد من الظلال تقف خلفه
ظلال أرقها الجوع فاجتمعت في ضوء القمر
إلى أين تذهب؟ هذا ما يجيب عنه السطر التالي ضمنياً
وليس حرفياً
"وما إن أقبل الفجر ،حتى اقتحم العرين هاتفا:مات الملك....عاش الملك!!"
مع ظهور خيط الفجر وتلاشي ضوء القمر كان الذءب يقتحم العرين
ويهتف مات الملك ... عاش الملك
يبدو أن ليلة القمر المضيئ أسفر أرقها عن التضحية بالملك
وإعلاء ملك جديد مكانه وقد حرص الذئب على ضمان الوصول مبكراً لتقديم الولاء والطاعة
هل كان الجوع قد تمكن منهم حتى تكاثروا على الملك الذي لم يوفر لهم ما يسكن جوعهم؟!
إذا أخذنا بالعنوان "انقلاب" وربطنا بالختمة "مات الملك ... عاش الملك"
لأدركنا الحكاية ذلك أن العنوان كاشف مبدئياً لفحوى النص
ربما لو استبدل العنوان أو حذفت الختمة
وأنا شخصياً أقرب لاستبدال العنوان بآخر أكثر غموضاً
بالتأكيد هي رؤية شخصية الغالية فاتي
لا تؤثر على هذا النص المتألق أسلوباً وبناء وسرداً
ولهذا تكون النصوص الناجحة هي المفتوحة على التأويل
وبمزيد من الرؤى حوله تتفتح الومضة الرائعة
أرفع النص للتثبيت في سماء الومضة السردية
مع خالص محبتي وتقديري واحترامي
عايده
|
الشاعرة الرقيقة د عايدة
لعل الكلمات لن تفي حق هذه القراءة المستفيضة التي أطهرت الانزياح التي تمثل في التصوير
باعتماد المكان والزمان وباستغلال شخصيات رمزية لها دلالات أسطورية
وأصدقك القول غاليتي أنني لست راضية على العنوان
فقد بحثت كثيرا بلغة تحث على الاضمار وعدم فضح مكنون النص
بالتشويق وطرح علامات استفهام من أول حرف
لكنني لم أوفق...
ولعل الأرق نتيجة الجوع
ورؤيته لظله الكبير جعله يستجمع قواه للمقاومة
لعله هو من يريد المنصب ولم لا...فظله كفيل بذلك
شكرا لك غاليتي للتمحيص والقراءة المتفردة التي حظيت به حروفي
فكانت ككاشف للأبعاد الدلالية للقصة
بجانبها السردي والتأويلي
لملء الفراغات البيضاء التي هي من شيم النص
محبتي التي تدرين
وقوافل حب وامتنان