قراءة في نص "هي" للمبدعة القديرة أحلام المصري / عايده بدر
،، هــــي // أحلام المصري ،،
.
.
تعالى الدخان في أنحاء المنزل،
أسرعت تفتح النوافذ والأبواب..
فجأة وقعت عيناها على صورها بجوار جثته المحترقة..
بيدٍ ثابتة أغلقت النوافذ،
ورحلت.
"هي" العنوان سنعود له لاحقاً
بين الأفعال الدالة على المباغتة والحرص على أن تمنع وجود كارثة كالحريق "تعالى الدخان في أنحاء المنزل،
أسرعت تفتح النوافذ والأبواب.." وبين الختمة التي نجد فيها رد فعل مخالف تماماً للفعل الأول
"بيدٍ ثابتة أغلقت النوافذ،
ورحلت"
بين أن تفتح النافذة وتحاول انقاذ ما يمكن انقاذه وبين غلق النافذة بيد ثابتة لا ترتجف ولا تتراجع
هناك قرار داخلي وهو الفعل الذي سجلته الحروف في الرحيل "رحلت"
ما الذي دفع بها أن تبدل القرار داخلها ؟
هو هذه العبارة التي بدأتها بمفردة "فجأة" وهذه دلالة على عدم توقعها للفعل بعدها
ما الذي حدث فجأة ؟
هو "فجأة وقعت عيناها على صورها بجوار جثته المحترقة.." جثته المحترقة بجوارها صورها
فهل يعني أنه قرر إحراق صورها فاحترق هو معها أو هو الذي احترق وبقيت صورها تدل على فعلته
هذا الفعل "احراقه لصورها" أو محاولته لفعل ذلك هو ما بدل وغير رأيها
كانت تظن أنه يحترق فأسرعت لانقاذه ولم تتوقع أن يكون الحريق هو أصله ومصدره
وأن الحريق كان يستهدفها هي "صورها"
ربما لهذا قررت فجأة أيضاً تبديل قرارها فأوصدت النافذة بعد فتحها ولم يبد عليها أي تراجع
ثم تركته في احتراقه ورحلت
قد تكون كل هذه الصورة التي أمامنا معنوية وليست مادية
والحريق داخله ولم تساعده بل نفضت منه يديها
التركيز على "هي" في العنوان
و"هي" نفسها بطلة الومضة كان يعطي إشارة للقارئ
أن يكون تركيزه في القراءة عليها هي وما تفعله وتقوم به وربما داخليا تحث القارئ
على عدم التعاطف معه "هو" رغم اصابته مادياً أو معنوياً
بالطبع هذه قراءة سريعة للومضة ربما تكون بعيدة عما تقصده الناصة
لكنها الحروف القيمة لابد من مصافحتها والحضور فيها
أحلام الحبيبة
تقبلي تقديري الدائم وكل محبتي
وتقديري لحرفك المبدع دائما
محبتي وتقديري
عايده بدر
27 يناير 2022