هناك { واقعية شفافة وواقعية قاتمة ، كما أن هناك واقعية واعية وواقعية ضميرية } ديمنت كرانت .
استاذ ربيع الطفل كحضور في نتاجك الأدبي عبر العديد من الأعمال التي نشرت لك على سبيل المثال لا الحصر " رحلات سندباد " و" وساحة النهر"...وكثير من القصص والمسرحيات الموجهة لتوعية الطفل من اي واقعية ينهل ربيع حين يحاكي ادبية الطفل؟؟
ج/ ربيع :
من واقعية الجد و الجدة و منشد الربابة .. ومن خلال يومياتي مع أطفالي ، فأنا معلم ابتدائي فى الأساس ، أن أحول منهج التربية الدينية أو اللغة الغربية أو ...... إلى قصة تحكى ، أو مقطوعة شعرية يتغنى بها الأطفال .. أن يكون لدى فى الفصل 45 طفلا و طفلة قادرين على شرح آية من القرآن عن طريق القص أو الحكى ، و يذهل أمامهم موجه اللغة العربية و يتخذ له مقعدا بينهم !!- هذه هى الواقعية التى أنهل منها ، منها بدأت ومازلت .. بما أنا متشبع به كطفل ، فداخل كل منا طفل ، لا ينال منه الوقت .. عين الطفل وروحه كالرادار أو الترمومتر الحساس ، تستطيعين بلمحة أن ترى علامات الرضى أو الزهد على ملامحه حين يقرأ عملا أو يشهد عملا مسرحيا .. أن نقيس حجم السعادة على ملامحه ، وهو أيضا يؤدي عملا كتب له !
حسنا
نبقى في أدبيات الطفل أستاذ ربيع كيف يمكن تحريك القراءة في نفسية الطفل المشبع بالنت حد التخمة ؟ والنت هنا بكل تداعياته ؟ كيف نعيد جمالية الحرف الى عين الطفل ؟ وهل هناك تنسيق مع الأعمال المقدمة وجمعيات فاعلة مهتمة مثلا بمصر لتفعيل هذه النتاجات الادبية ؟
ج / ربيع :
هذه جملة أسئلة فاطمة صعبة .. صعبة للغاية !- فالنت إلى هذه اللحظة فشل فى اجتذاب الطفل ، على مستوى الملتقى الذى ننتمى إليه هنا .. فلكى يجتذب الطفل لابد أن لا يغيب عنا شكل و ملمح المطروح ، و لا نهمل شيئا منه .. مثل الابهار ، و تصوير المشهد ، ونوع الكتابة ، وشكلها و حجمها وهذا كما تعلمين يحتاج إلى خبرات ، وإمكانات تؤدى دورها بشكل يومى ، وياليته يحدث !- لم تكن الكتابة للطفل عبر الانترنت .. فقد سعيت للنشر فى المجلات المتخصصة فى الوطن العربى أمثال مجلة ماجد الإماراتية و أحمد اللبنانية و علاء الدين بمصر ، و الوعي الإسلامي بالكويت- و كان هنا المسرح المدرسى الذى قدمت له حكايات عبارة عن أوبريتات غنائية ، لغلبة الغناء فيها ، وقدمت له فيها أعمالا لكبار المبدعين العرب بعد معالجتها مثل نجيب كيالى و إسماعيل أحمد إسماعيل .. و غيرهماأما بخصوص سؤالك فاطمة عن الجمعيات , هناك جمعيات بالفعل ، لكننى لم أسع إليها ، ربما لوجودي على خشبة المسرح .. و لن أسعى على ما يبدو .. و لتعلمى أنى إلى ألآن بلا كتاب للطفل ، رغم امتلاء الأدراج بأعمال معظمها تم نشره بالمجلات الأسبوعية و الشهرية أو تم عرضها على خشبة مسرح الطفل المدرسى !
ننتقل إلى مدار آخر
الجائزة محفز قوي ومهم جدا لاستمرارية العطاء ، وتهيئة لتوطيد الكتابة في اتجاه تصاعدي – نفسيا ومعنويا أتحدث- هل تم تكريم الأستاذ ربيع بجائزة معينة ؟ وعن أي عمل ؟
ج /ربيع :
الجائزة لم تكن تعنيني ، حين تقدمت لأية مسابقة سواء كانت مسابقة للتأليف المسرحي أو الروائي .. كنت أبحث عن النشر بعد طول موات ، أنبش عنه بعيدا عن التعامل مع الموظفين أو أنصاف الكتبة - من حاملى المباخر كما يحلو للبعض اتهامهم - فى دور النشر الحكومية ، ومع ذلك كانت النتيجة غير مرضية !- نعم سيدتي حصلت على جائزة التأليف المسرحي لثلاث سنوات متتالية من وزارة الثقافة للأعوام 2006 ، 2007 ، 2008 بمسرحيات ( البئر – خسوف – ليالى الصبابة و الموت )- و فى الرواية كانت الجائزة الأولى من جريدة الجمهورية لعام 2009 عن رواية سوق اللبن التى كتبتها منذ مايقرب من عشرين عاما !!
( تعليق ) فاطمة الزهراء :
تبارك الله عليك استاذ بالمغربي / أيقونة ابتسامة / ولكنها محفز نتفق أليس كذلك ؟
ج / ربيع :
- نعم سيدتى ، قد تفعل الجائزة الكثير فى ناشىء ، و تغير مسار حياته ، إما سلبا أو ايجايبا ، و قد شهدت جائزة مثل جائزة سوزان مبارك على سبيل المثال الكثير من المواهب وأيضا الكثير من العلل و العاهات الأدبية !!
فاطمة الزهراء
{لا يكفي أن يسمع متفرجونا كيف تحرر برومشيوس ، بل يجب أيضا أن يتدربوا على تحريره والاغتباط بهذا التحرير} بريخت
أستاذ ربيع إذا نظرنا الى الواقع العربي الراهن تصادمنا اللوحة القاتمة بغيابات كثيرة { الأمية ...الفوضى الاعلامية من حيث تقديم مواد سخيفة لتمويه المواطن ..مهرجانات مضخمة بافلاسات كبيرة ، وضياع حزم من الأموال القادرة على التغيير..
في كل هذه الفراغات هناك المسرح ، نافذة الانفراج الوحيدة التي تعمل على توعية الجمهور من خلال مباشرة سؤال الواقع
حال المسرح في الوطن العربي اليوم؟
ج / ربيع :
حتى المسرح تم اغتياله بالموالد التى تقام أو التى ابتدعوها لسنوات مديدة ؛ لأنهم يعرفون تماما ما يعنى مسرح .. وما يعنى أن يخرج متفرج ، وقد نبشت رأسه ، وراح يبحث عن حقيقة وجوده ، ومعيشته ، وحقيقة ما يدور فى أرض الوطن .. إن الصناعة التى يجيدها المسرح هو تخليق العقول الجدلية القادرة على الخوض في يومياتي حياتها بوعى !- أين نحن من نهضة المسرح فى ستينات القرن الماضي ، و النهوض الثوري الذى دب فى أوصال أمة بكاملها ، بل و ترجم نفسه فى بقاع العالم الثالث ، بما فيها دول أمريكا اللاتينية !- أين هو المسرح ؟ ! ما بقى منه إلا غثاء حتى دور العرض تم اغتيالها ، بل و أنسوا الناس أدبيات الفرجة ، وأفقدوهم هذا العشق للمسرح .. أصبح لعبة فى غرف أو أماكن عرض مغلقة ، ومهرجانات بلا وزن ولا قيمة تذكر !!
حسناهذه أسئلة على السريع استاذ ربيع لإضفاء هنيهة مرح
*آخر كتاب قرأته ؟*
المرأة في الوطن العربي ؟
ملتقى الأدباء العرب ؟
اغنيتك المفضلة؟*
اتفضل شرب القهوة ام الشاي ؟
ومتى يغضب ربيع عقب الباب ؟
ثم أخيرا ما هو أجمل موقف مررت به ؟
ج / ربيع :
- أعيد قراءة " ضرورة الفن لـ مرة تبدو الأخيرة " لارنست فيشر *
- *المرأة .. فى صعود وبروز واضح رغم المعوقات و الادعاءات الكثيرة و مطالبتها بالعودة إلى بيتها .. المرأة الرافد الأهم لمنجز الثورة القادمة إن كان ثمة ثورة في الأفق البعيد !!- *ملتقى الأدباء العرب : عالم حافل ونهر دافق بالمبدعين و الموهوبين و الموهوبات و لكن أخشى أن تسرب إليه بعضا من تماسيح المستنقعات على الأرض !-
أغنيتي المفضلة الشيخ إمام " مصر يامه يا بهية " *-
الشاي .. لأني ممنوع من الاثنين ، فالأخف وطأة كان
**الغضب ...ما أكثر غضبى ، و ما أكثر يدعو للغضب فى وطن يسير عكس الاتجاه الصحيح .. يمضى إلى الخراب بكل ما يحمل من مقدرات بشرية ومادية
!واجمل موقف- اتصال تليفوني من صديق لى ، يخبرني بأمر الجائزة- أرد مندهشا : أي جائزة و أية رواية ؟- وقد نسيت تمام أنى أرسلت شيئا ، وبعد كثير تفكير ووقت تذكرت أنى من ثلاث سنوات أرسلت بالفعل رواية لجريدة الجمهورية !!-
أرجو أن أكون موفقا ، لا خاذلا ، مقنعا لا هازلا
شكرا لك أستاذة فاطمة على كل ما جاء ، وعلى استضافتك الكريمة . خالص ودي وتقديري وشكرا لكم جميعا احبتي .