قراءة في قصة الكاتب جمال عمران
القصة : المقامر
الناص : جمال عمران
المجالسة: زهراء العلوي
النص
المقامر
بعدما خسر كل نقوده على طاولة القمار ، اندفع إلى الحجرة المجاورة ثم عاد وهو يجر زوجته من يدها وهى تنظر الى الأرض فى انكسار .
المجالسة /
أول شيء لفت انتباهي أدوات الربط والتي بدت لي حشوا
بعدما
هذه الظرفية يتكلف بها الفعل / خسر/ فالخسران سبب لاندفاعه إلى خارج مساحة اللعب
ثم عاد ؟؟
بدا لي تكلفت نقطة فصل ما بين الصورتين صورة الاندفاع خارج المساحة / مساحة اللعب / والعودة إليها / وبهكذا نكون في قلب الاقتصادية المركزة .
جرجرته لزوجته
نظرة الزوجة انكسارا ؟؟
ما العلاقة التي تربط ما بين الفعلين هنا ؟؟
ولماذا تنظر انكسارا ؟؟
لم أجد رابطا منطقيا بين الانكسار والجرجرة من جهة وبين الخسران ؟
منطقيا
فهل المقامرة كانت رهانا ؟؟يخص زوجته؟؟ هل هو السي السيد ؟؟ هو هو انموذج الرجل العربي المستقوي على المرأة ...؟؟ ربما
لكن منطقية الربط لم أجدها
المكان
المكان في تأثيث القصة هو ""الوعاء"" كما يقول أحد النقاد الذي يحتوي القصة بحدثها وبشخوصها
المكان يمسطر الزمن ويضع القاعدة لاستحضار الحدث
لا يمكن للزمن في القصة أن يكون إلا داخل / هذا الوعاء /
ولا يمكن للشخوص ان تتحرك إلا داخل هذا الوعاء
المقامر
فالمقامر أتوماتيكيا هو داخل / حانة او صالة لعب على طاولة وأوراق ومال وخسران وربح
هو الميسر في ثقاتنا العربية
والمكانة هنا بقعة ضبابية فالضوء فيها ينعكس حسب الخسارة والربح
ولكن هذا الضوء ياتي من الداخل
كما حدث لصاحب الحدث / البطل / حيث انطفأ الضوء عند الخسارة
وسينطفىء أكثر عند جرجرة السيدة التي كانت في الغرفة المجاورة
الغرفة المجاورة ؟؟؟
هنا نقف أيضا قليلا ..
المقامر
المكان "" الوعاء "" يطرح بعضا من تساؤلات
حضور المرأة في المكان
وجود غرفة ثانية غير غرفة اللعب
اللعب عادة يكون في كازينو؟؟ فهل نحن في الكازينو ؟؟ أم اللعب في بيت أحدهم والمرأة في غرفة أخرى غير غرفة اللعب
وهل يعقل أن يذهب مع زوجته / حرمته / إلى مكان يقامر فيه رجال غرباء ؟
أم أن المكان مخصص للجنسين معا؟؟
فالنساء قد تقامر أيضا
حسنا
في هذه النقطة بالذات استحضرت رواية المقامر للكاتب الروسي : فيودور دوستويفيسكي
تتحدث عن رجل مقامر / مدمن على القمار/ والرواية موجودة في مكتبة الرقمي لمن يحب الاطلاع عليها
هنا المفارقة بين المقامرين
امرأة ثرية يحبها البطل في رواية تيودور ويقامر حتى الإدمان لكسب مال ينافسها به كونها لم تعرفه اهتماما لانه لا يملك ُ مالا والقمار طاولة رهان على كسب ودها من خلال جمع المال
وبينما في قصة المقامر مع السيد جمال
لا نعرف لمَ يجرجر الرجل زوجته بعد أن خسر ولا نعرف لم هو مدمن على القمار ؟؟
وهنا ينفتح السؤال على شساعة المتخيل للقراءة
قصة هادفة كانت تحتاج فقط الاشتغال على توظيف سردي محكم في بعض صورها
انتهى ..