قراءة في ومضة "وكأنه .." للمبدعة فاتي الزروالي / عايده بدر
وكأنه ..//فاتي الزروالي
جهزوا المنصة،وكانت آخر أمنية له: لتسقط الأقنعة!!علقوه ،فرسم على وجهه أكبر ابتسامة نصر وهو يراهم يتأرجحون يمنة ويسرة ،يمـ..
مكناس 19/09/2022
مرحباً بمبدعتنا المتألقة فاتي الغالية
ومرحباً بحرفك القيم
العنوان " وكأنه " يفتح باباً واسعاً على رسم صور شتى
نستطيع أن نكمل العبارة داخل أرواحنا ونحن نقرأ
مثلاً : وكأنه ما يزال حياً
وكأنه كان على الصدق
ووووو صور عدة يمكن رسمها هنا
وترك العنوان غير مكتمل ووضع نقطتين بعده كما تفضلت به
أتاح فرصة قيمة للقارئ ليشارك في صنع الصورة الكلية للنص
من المشهد أمامنا هناك محكوم عليه بالاعدام جهزوا له المنصة
وكان طلبه الأخير أن تسقط عنهم أقنعتهم
يريد روية وجوههم الحقيقية دون قناع
فهل هو لا يعرفهم ؟!
أم يريد كشفهم أمام الحاضرين لتنفيذ الحكم فيه ؟!
علقوه على المشتقة فكان رده عليهم ابتسامة نصر كبيرة
واعتقد أن رد فعله هذا جاء نتيجة رؤيته لوجوههم الحقيقية
ابتسامة النصر هذه ستظل أمام أعينهم ماثلة حتى بعد رحيله
تتسع الابتسامة وهو في لحظاته الأخيرة ويراهم يتأرجحون
القفلة هنا جاءت على أكثر من مستوى
وتصويرها العكسي جاء لصالح عمق المشهد السردي
فالطبيعي أن جسده هو الذي بتأرجح وقد تم تنفيذ الحكم فيه
لكنه هو رأهم قبل أن يغمض عينيه للأبد وهم يتأرجحون يمنة ويسرة
التأرجح هنا جاء على مستوى مادي حيث بفعل تأرجح جسده
فالصورة في عينيه تهتز وكأنهم هم المتأرجحون
وجاء أيضاً على مستوى معنوى حيث أصحاب الأقنعة لا موقف ثابت لهم
ولابد وأنهم يتأرجحون بين اليمين واليسار وبين كل الاتجاهات
يمكن فتح باب التأويل على أكثر من جهة في هذا النص
والاسقاط السياسي يبدو هو الأقرب للوهلة الأولى
لكن هنا أيضاً بعداً اجتماعياً يمكننا الالتفاف إليه
فكثيراً ما يتم إعدام أو اغتيال الأشخاص الحقيقين معنوباً
تحت طائل من جرائم لم يرتكبها واتهامات من أصحاب الأقنعة الزائفة
التأويل في هذا النص ينفتح أمام كثير من الرؤى
ذكرني هذا المشهد من الجهة السياسية
بمشهد إعدام أحد الناشطين الكورد في إيران
حيث تم إعدامه وهو ينظر جهة ابنته الصغيرة ويبتسم لها
فاتي الغالية
حرفك المرسوم بعناية واشتغال متميز كما عودتنا
تقبلي محبتي وخالص تقديري واحترامي
عايده