همساااات /عايده بدر

همسااات
تراتيل صمت ومطر
كانت همسااااتي تراتيل في حضرة معبدك خشوع
وصلاة روح لا تنقطع
أتوضأ من نسغ عينيك
وتهم شفاهي بالكلام فتنهاها روحي
ريثما تنتهي من مناجاتك
وعلى مذبح الوقت تقدم صلواتها بخشوع
فيض مطر أغرقتني به السماء ذات نبض
ففاضت بين يديها روحي
ما بال السماء الآن تعاندني
وتشيح بابتسامتها عن وجهي
أنا تلك الأرض التي ما تلقفت في قلبها
إلا هطول غيمات المطر
أنا تلك الروح التي ما اغتسلت يوما
إلا بفيض نبض السماء
تراتيلي إليك نبع صمت تدثر بفيض مطر
فكنت أنا و أنت

/

عايده

تراتيل تصمت حين تهم السماء برفع صوت الغياب
و يستحيل على الأرض أن تترك مداراتها فتركض خلفها
إلى الفراغ تهوي روحي معتقة بنبيذ الوجع
لتصمت ترتيلة و تعلو بالنشيج أخرى

كنت أدثر مر غيابك ببعض الصمت
بعض الصمت مر مذاقه كحنظل الحرف
جلبت له من حلوى الكلام ما قد يرغب به
نظر مليا و أشاح بوجهه بعيدا
واكتفى بارتشاف نفسه

هبط من عليائه ،، ذلك المطر الفضي
رفعت يدي للسماء مهللة
فتحت أزرار النبض
ابتل قميص القلب حتى غرق
ضحكت السماء كثيرا ثم صمتت
جف قميصي لكن أين سقطت أزراره ؟

أنيقة هي أحزاني الليلة ..ارتدت أسودها بأناقة .. لفت حول العنق شال الوحدة
أكملت زينة وجهها ببعض اللون الباهت ثم جلست تدخن سيجارة الألم بتلذذ
انتبهت فجأة لارتعاشة أصابت فنجان قهوتها
حين طرق الصقيع زجاج الروح دون المطر

في بلاد لم تعرف غير السكينة
كان قلبي يتساقط شوقا
كلما نزفت السماء بصوت المطر
و هي تنادي روحك البعيدة
و لا مجيب غير رجع الصدى

كيف أتبرأ من المطر و أنا روح لم تغتسل إلا به
ثمة انتظار ترتشف الروح جرعاته موتا بطيئا
وتلك القطرة الأخيرة عالقة على شفتي لم تزل
من يدري عل دمعة الموت تغسلني للمرة الأخيرة

ما معنى الصمت في زمن يرغي فيه الكلام و يزبد ،،
و ما قيمة الصمت المقدس أمام نيران القسوة تأكل كل أخضرنا و تقضي على يابس أرواحنا ،،
ماذا نفعل بالصمت و صوت الروح مختنق و حرف يذبل و يجف على شجر البوح
و يسقط تحت أقدام المارة ، تطأه أحذية النسيان ،،،،
يااااااه كم مؤلم أن يترفع الصمت عن بث الألم في النفوس
بينما القسوة تصر أن تصم أذنيها عن السماع ،،
و صوت المطر يفيض برائحة الوجع يملأ الروح أنينا
يشتكي المطر للروح قسوة الصمت بينما الصمت مقيد عنقه في دوامة الزمن
أتراها السماء تسمع هذا الأنين و تترك للمطر حرقة الوجع تدثره ؟!

وتظل روحي تحلق خلف هذا الضوء
من فراشة تركت على جدران قلبي جناحيها
وحلقت صوب النبع خلف تلة حرفي

تلون جداري بلون الروح
فتكاد فراشات الضوء هنا أن تحلق صوب المدى
يا هذا القلب الذي يسكنني في صدرك